Considerations To Know About تأثير الثقافة على السلوك البشري



تتخذ الثقافة الجمالية جملة من الأدوات والآليات لتنمية السلوك الإنساني، وتوجيهه وتتمثل أساسا في الوعي بالجمال، وقوة الشخصية، والأدب والخبرة الحياتية.

 نشرت مقالًا بعنوان "الثقافة والشخصية" يستعرض دور الثقافة في تشكيل شخصية الفرد وتأثيرها على سلوكياته وقيمه. 

تعطي الثقافة الفرد شعوراً بالانتماء إلى مجتمعه، خاصة إذا كان أفراده يتكلمون نفس اللغة.

إن اعتناق الجمال وجعله مدارا لحركة الإنسان، وقوة شخصيته يمنحه صفة المحورية، إذ الجميل مرغوب فيه، والجميع يتطلع إلى هيأته البهية، ويتمنى منه نظرة، أو بسمة، أو التفاتة. بل أكثر من ذلك يتمنى الآخرون محاكاته والنسج على منواله. وعندها يصبح ناشرا للثقافة الجمالية بلسان حاله، ولسان مقاله على حد سواء؛ فإن تكلم فبجميل العبارات، وإن نظر فبأصدق النظرات، وإن مشى ففي حلي الجمال يرفل، فهو مع الفقير مواسيا، ومع الصديق مداعبا، ومع الكبير موقرا، ومع الصغير موجها، بل مع الأزهار ساقيا، ومع الطريق منظفا، ومع الطيور مغردا.

الثقافة جزء لا يتجزأ من الحضارة ما دامت تهتم بما ليس ماديا أو تقنيا كالآداب والفنون والتراث والعادات والتقاليد والأعراف وغير ذلك، وفي ذات الوقت للثقافة علاقة تفاعلية مع التنمية والبناء المجتمعي، فالثقافة اليوم جزء أساسي من التنمية الشاملة؛ إذ لا يمكن لأي تخطيط مستقبلي في مجال التنمية أن ينجح في ظل غياب المقاربة الثقافية، والتي أصبحت اليوم تسهم بشكل كبير وفعّال للرفع من مستوى الأفراد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلميا وتربويا.

تحليل السلوك الثقافي يمكننا من فهم أسباب الاختلافات الثقافية في السلوك والتفاعل الاجتماعي.

ومع التطورات الحديثة مثل العولمة، والتكنولوجيا، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية، ظهرت تحديات جديدة أثرت على هذا التفاعل المتبادل، مما جعل من الضروري دراسة كيفية الحفاظ على التوازن بين الثقافة والهوية الشخصية.  

ولا بد أن نجد ذلك المورد الصافي والمعين الذي لا ينضب، والمنبع المتدفق دائما في رحاب الأدب، وما يحمله من جماليات، وما يتمتع به من قدرة على التأثير في النفس. وقديما قال “حسان بن ثابت” بيته المشهور:

الثقافة تعي الفرد بالأخلاق والقيم والعادات والتقاليد والأخلاق الخاصة بكل مجتمع وتلزمه على ضرورة اتباعها.

يعرف “بيير بورديو” الرأسمال الثقافي بأنه«مجمل المؤهلات الفكرية، والثقافية، والقدرات والمهارات الموروثة من المحيط الأسري. ويتجسد في ثلاث حالات: الحالة الأولى على شكل ذاتي، ويتخذ الامارات شكل تنظيم دائم من المؤهلات، والمقتضيات مثل القدرة على التعبير، ومواجهة الجمهور. الحالة الثانية على شكل موضوعي؛ كالأشياء المرتبطة بالثقافة؛ كالكتب والموسوعات، والمؤلفات، والرسومات الفنية.

وانطلاقاً من هذا المبدأ الثقافي الذي يشبه إلى درجة كبير حركة السيارات داخل مسارات من خطوط المتناسقة، وأيضاً مجموعة من قواعد السلامة الأمنية التي نجد أنفسنا ملتزمين بها تلقائياً من أنفسنا، بغية الوصول إلى الوجهة التي نقصدها، فإن الفرد هنا يكون مضطراً لاتباع سلسلة من الإجراءات داخل منظومة المجتمع الذي وجد نفسه جزءاً من أفراده وأحد المكونات الأساسية من ثقافته.

إن معرفة العوامل الاجتماعية التي تؤثر على هذا العلم تساهم في فهم أفضل للتفاعل في المجتمعات المتنوعة.

لئن جعل “علم الجمال” أو “الجمالية” موضوعه الرئيس “الفن الجميل” كما اعتقد “فريدريك هيغل” الإمارات فإن الجمال مبثوث في كل شيء، وعلى الجمالية أن توسع مجالها ليصبح كل جميل موضوعا للدراسة.

تتأثر الشخصية بعدة عوامل، من بينها العوامل الوراثية، والتجارب الحياتية، والبيئة الثقافية، مما يجعلها ديناميكية وقابلة للتطور.  

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *